الأحد، 27 يناير 2013

طفلك الرضيع يحتاج إلي الماء


الماء هو أهم عنصر من عناصر الحياة ، ومنه خلق الله كلَّ شيء حيّ ، وبدونه يموت الإنسان في غضون أيام ، قال تعالى في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم (( وجعلنا من الماء كلَّ شيء حيّ )) صدق الله العظيم. وتشكّل نسبة الماء في جسم المولود الجديد ما بين (70%-80% ) مقارنة مع البالغين (55%-60% )
طفلك الرضيع يحتاج إلي الماء
أهمية الماء لطفلك الرضيع
طفلك الرضيع يحتاج 600مل من المياه يوميا يحصل عليه من خلال لبن الام او بجرعات من الماء
كمية الماء اليومية التي يحتاجها الطفل تعادل (10-15% ) من وزنه، فإذا كان وزنه أربعة كيلوغرامات مثلاً ، فإنه يحتاج إلى كمية ماء يومية تعادل ( 600 مل ) ، وتزداد حاجة قليلي الوزن للماء أكثر من غيرهم، فقد تصل حاجته اليومية إلى ( 80-170 مل / كغ / يومياً ) .
يحصل الرضيع على الماء من الحليب بالدرجة الأساس ، فنسبة الماء في حليب الأم ، أو حتى في حليب القناني لا تقل عن ( 880 مل / لتر ) ، هذا في الأحوال العادية ، وفي الظروف المثالية ..
والطفل الرضيع يفقد الماء أيضاً من منافذ مختلفة :
* عبر الغائط ، ونسبة الماء المفقود ( 3-10% ) من الماء المتناول يوميّاً ..
* عن طريق التبخّر الحاصل من الرئة ( عبر التنفس ) ، أو من الجلد ، وهنا قد تصل كمية الماء المفقود إلى نسبة ( 40-50% ) .
* عن طريق البول ، ونسبته لا تقل أيضاً عن (40% ) من الماء المتناول يومياً …
في الأحوال العادية ، يكون هناك توازن ما بين الماء الداخل والماء الخارج في جسم الطفل الرضيع ، أما إذا زاد الماء الخارج لأي سبب من الأسباب ، مثل :
-1 الإسهال والتقيؤ : الذي يؤدي إلى زيادة فقدان الماء مع الغائط والقيء .
-2 أو زيادة التبخّر ، سواء بسرعة التنفس ، كما يحصل في النزلات التنفسيّة ، أو عن طريق الجلد ، كما يحصل في البلاد أو الفصول الحارّة
-3 أو زيادة التبول ، كما يحصل في بعض الأمراض المعروفة
إذا حدثت زيادة في كمية الماء المفقود من جسم الرضيع ، لأي من الأسباب أعلاه أو غيرها ، فإن التوازن الفيزيولوجي الذي كان قائماً ما بين الماء الداخل والماء الخارج سوف يختلّ حتماً لصالح نقص الماء في جسم الرضيع ، والذي لا يمكن السيطرة عليه إلا بأحد أمرين :
إما وقف الأسباب الموجبة لفقدان الماء فوراً … ولما كان هذا الهدف صعب التحقق بالسرعة المطلوبة في كثير من الأحيان ، لذا نلجأ إلى العامل الثاني ، وهو زيادة كمية الماء الداخلة للطفل الرضيع بإعطائه المزيد من الماء المعقّم بين وجبات الرضاعة العادية .
هناك العشرات من الأطفال الرضّع ، الذين كانوا يعانون من حمى الجفاف ( Dehydrated Fever ) ، ومعظمهم حديثي الولادة لا تتجاوز أعمارهم الخمسة أيام ، والسبب بكل بساطة هو : فقدان الرضيع لكمية كبيرة من الماء عن طريق التبخّر في صيف الخليج المعروف ، مع عدم إعطاء الرضيع أية قطرة ماء ( بناء على نصائح الجدّة والجيران والأصدقاء أو حتى بعض برامج التلفزيون ) يتزامن ذلك مع قلة تناول الرضيع لما يكفيه من الحليب في هذه الفترة بالذات ( الأيام الأولى بعد الولادة ) لأسباب مفهومة ، منها : عدم وجود حليب في ثدي الأم من جهة ، وقلة نشاط وقتي لمنعكسات المص والبلع لدى الرضيع نفسه من جهة أخرى.ولقد كانت دهشة الأهل عظيمة عندما كانوا يأتونني في اليوم التالي وقد حدث انقلاب كامل في كيان الطفل كلّه ، وذلك باختفاء الحرارة العالية ، وتحسن الرضاعة ، وامتلاء الطفل بالنضارة والحيوية ، بعد الخمول المخيف والذبول الواضح الذي كان يسيطر عليه ، كل ذلك كان يحدث بعد نصيحتي للأم بإعطاء رضيعها الماء
العراق : د . فـوّاز الـقـاســم أخصّائي طب الأطفال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق